مقدمه
نحن فى دولة ( نهابونيا الديموقعباطية ) التى تقع فى جزيرة ( ملاخوليا الشرقية ) فى قلب المحيط الهندى أبو ريشه .
ودولة ( نهابونيا الديموقعباطية ) لمن لا يعرفها هى جمهورية مستقلة نالت إستقلالها من الإحتلال الذى جسم على صدرها عقود طويله منذ ما يزيد عن خمسين عاماً وتكونت الجمهورية فيها على أساس نظام سياسى ( ديموقعباطى )
والنظام ( الديموقعباطى ) هو نظام إخترعه من قاموا بالإنقلاب على السلطة التى كانت قائمة إبان الإحتلال وهو نظام خليط من الديموقراطية الإسمية والإستعباط الفعلى .. فالديموقراطية لا يخلوا منها حديث المسئولين ولا الإعلاميين فى كل وقت .. ولكن يظل مجرد حديث .. أما الإستعباط فهو الفعل ورد الفعل معاً ولذلك تم تسمية النظام فى هذه الدولة ( الديموقعباطية )
أما عن النظم الإقتصادية والإجتماعية فى جمهورية ( نهابونيا ) فهذا ما سنعرفه بمتابعة هذا الحديث الحلمنتيشى ... وسيصحبنا أبو حلموس المتعوس .. وهو الشخصية الرئيسية فى هذا الحوار الحلمنتيشى فى رحلة طويلة يجوث فيها أرجاء وجوانب جمهورية ( نهابونيا ) من خلال مذكراته التى كتبها بنفسه بعد أن إلتقى مصادفة مع رئيس جمهورية نهابونيا .
أما ( أبو حلموس المتعوس ) صاحب تلك المذكرات فهو مواطن نهابونى ولد وعاش حياته كلها التى تقترب حثيثاً من الخمسين فوق أرض نهابونيا ..
فلتصحبونا إذاً يوماً بيوم مع مذكرات
{{ أبو حلموس التعيس ولقائه مع الرئيس }}
ودى صوره ابوحلموس مش عايزين نروح فى دهيه
الحلقه الاولى
مفاجأة ولا فى الأحلام
كان يوم عجيب .. الحر خلا الناس هاتموت بعضها .. ما حدش مستحمل حد يلمسه ولا حتى يدوس على خياله حتى ولو كان من غير قصداً .. وكعادتى فى مشيتى إصطدمت بعدة أشخاص وأنا فى طريقى إلى القهوة التى إعتدت الجلوس عليها .. وكالعادة نالنى ممن إصطدمت بهم قلم على قفايا من هذا وشلوط من ذاك ومن كان منهم رحيماً إكتفى بلعن سنسفيل جدود جدودى
طيب أعمل إيه بس والنظارة النهارده محتاجلها مش أقل من ميتين جنيه .. والحال زى ما إنتم شايفين .. وأخيراً وصلت للقهوة إياها .. ربنا يستر والواد سلعوة جرسون القهوة ما يطالبنيش بالحساب القديم اللى إتكوم عليا .. منها لله بقى الولية النكدية مراتى اللى مطفشانى على طول برا البيت من كتر طلباتها وعينها الفارغه اللى ما يملهاش غير التراب . وأعمل إيه يعنى ما أنا بقالى سنين عاطل من ساعة ما رفدونى من هيئة التدريس فى الجامعة .. أيوه أنا كنت أستاذ فى الجامعة .. ما يغركومش منظرى المبهدل فأنا عزيز قوم زل .. بس أعمل إيه بقى فى لسانى الطويل اللى ما بعرفش ألمه . هو اللى جاب لى الكافيه .. وما إستكفوش برفدى من الجامعه لكن وقفولى فى كل طريق شغل أو وسيلة لأكل العيش علشان يزلونى أكتر وأكتر .. وآدى النتيجه زى ما أنتم شايفين .. ملطوع على القهوة ليل ونهار .. لكن ربنا ما بينساش حد .. وما يخلاش الأمر من درسين لعيلين فى الإعدادية ولا رسالة أو موضوع أترجمهم حكم أنا لبلب فى الفرنساوى والإنجليزى .. وأهى بتعدى ..
قعدت على طرابيزه قدام الباب وإتهرت إيدى تصفيق لوحل البرك سلعوة لكنه ولا كأنه شايفنى .. طبعاً بينفضلى علشان الديون اللى عليا . . ما علينا . بلاه الشاى المعفن بتاعه
فجاة لقيت واحد شكله غريب عن المنطقه وبيبص حواليه الظاهر بيدور على مكان يتكوم فيه على القهوة اللى كانت مليانه إشى عطلانين على شوية سناكيح مش لاقين حاجه يضيعوا فيها وقتهم .. المهم شاورت له ييجى يقعد جنبى .. يمكن يطلع جدع ويعزمنى على واحد شاى ولا سندوتشين فول .. وكان الرجل لابس عباية بطرطور مغطى نص وشه بيها وله ذقن طويله لكن لما دققت فيها إكتشفت إنها ذقن عيره فتوجس قلبى خيفة – كما يقولون فى الأفلام العربى – فقد كان الرجل بعبايته وذقنه العيره يقلق . . وفضلت أدقق فى ملامح الرجل وجواى شعور قوى إن شكله مش غريب عليه .. يمكن يكون حد أعرفه من زمان هو أنا هاشغل بالى ليه .. لكن لا يمكن أبداً أكون ما أعرفهوش ..شكله مش غريب عليا أبداً وملامحه محفورة فى تلافيف مخى الجوانيه .. بس يمكن التنكر اللى متنكره مخلينى مش قادر أفتكره ..
المهم الرجل إتكلم أخيراً وقال لى
-إنت عمال تبحلق فيا كده ليه ؟ إنت بتشبه عليا ؟
أضاءت أنوار الإدراك كلها فى عقلى مرة واحده لما سمعت صوته وما دريتش بنفسى إلا وأنا بتنفض من مكانى وأنا أقول
-هوه .. أيوه هو .. أنا متأكد
شدنى الرجل من إيدى وقعدنى وهو بيبص لى بصه تحذيرية أدخلت الرعب الى قلبى .. أكيد هو .. البصه دى مش غريبة على أبداً .. ولكنى خدت بالى أنى فعلاً غبى وأحمق متهور .. فما دام هو متنكر يبقى مش عايز حد يعرفه .. وما دام مش عايز حد يعرفه يبقى أنا غبى لما قمت أهلل زى الأهبل كده .. وكان لسه عمال يبص حواليه كأنه بيشوف أثر تهليلى على الناس اللى على القهوة .. لكن اللى ما يعرفهوش أن ما فيش حد اصلاً بيحس بوجودى وهم خلاص إتعودوا على جنانى وفلتات لسانى فما عادوش بيهتموا بيها .. عموما ميلت عليه وقلت له
-طيب هاتكتم خالص .. بس الله يكرمك طمن قلبى وما تخافش سرك فى بير .. والعبارة فى الدوبارة والسقط فى الحساس والفله فى الفانله .. إنت هو ؟ صح ؟
بص لى الرجل وكأنه أول مره يشوف واحد خريج مستشفى المجانين وقال لى بإحتقار واضح
-إنت مجنون ولا إيه يا بنى آدم إنت ؟ إيه فله وفانله والسقط فى الحساس ؟ إيه الهبل ده ؟
-ما تآخذنيش يا كبير .. أصل المفاجأه طيرت البرج اللى فاضل فى نافوخى .. سعادتك أنا واحد من رعايا فخامتك و ..
-يخرب بيتك .. إتكتم بقى شوية .. فخامة مين ورعايايا إيه ؟ إنت جبت الكلام ده منين
-يا ريس ما أنا قلت لك ما تخافش .. سرك فى بير .. وأنا فاهم طالما إنك متنكر كده يبقى الموضوع فيه إن .. بس إنت هو ؟ مش كده ؟
-اووووووووف .. أيوه يا بنى آدم أنا هو .. خلاص إرتحت ؟ ممكن بقى تترزع مكانك بدل ما إنت عامل زى العروسه ام زمبلك كده وما تفتحش علينا فاتوحه
-يا ريس أنا مش مصدق نفسى . . بقى فخامتك هنا بشحمك ولحمك ؟ .. قاعد على القهوة العره دى .. ؟
-الظروف تحكم هاعمل إيه .. ؟
-ظروف .. ظروف إيه يا ريس ؟؟ هو فخامتك إترفدت زيى ؟؟
-إترفدت إيه يا نيله ؟ .. أنا لولا مش عايز أكشف نفسى كنت قمت مسحت بيك بلاط القهوة المعفنه اللى شبهك دى
-روق بس يا ريس .. وما تاخدش على كلامى العبيط ده .. أصل أنا بعيد عنك ..
-أووووووووف .. إنت هاتحكيلى قصة حياتك .. إفصل شوية بقى .. صدعت لى دماغى
وصمت الرجل فجأة وبص لى وكأن فيه فكره شعشعت فى راسه فجأه وقال لى
-إسمع يا جربوع إنت .. أنا محتاج منك خدمه
دى اول حلقه لو كان فى تقبل وطلب لباقى الحلقات هة عندة وهنزلها وان لم يكن فى تقبل هحتفظ بالحلقات لوحدى