أنتظرك ... وسأظل أفعل كلما توارت شمسُ عينيك عني ،
أنتظر أن أشعر بحفيف قلبي الذي يدلني علي وصولك، أنتظر الدفء يغمر روحي أثناء وجودك معي،
أنتظر حديثك عذبُ منساب و عيناك تحيطاني بالحنان، تحمياني من كل الدنيا،
تحملاني من فوق اﻷرض فلا أتكبد مشقة السير عليها.
أُظهر أمامك التجلد وقت الفراق و أنا أرتجف خوفا منه ، ألمح في عينيك نظرة حزينة تعتصر قلبي بقبضة باردة ،
تجمد نبضاته وتحولها إلي أنين خافت متألم، وكأن هذا حلمي الجميل وسأصحو فلا أجدك في دنياي.
كنت أتمني ان أري في عينيك إبتسامة ساعة الفراق ﻷحتفظبها وأغلق جفوني عليها حتي أفتحهما علي ابتسامة اللقاء،
أخاف عليك من حزنك وحيدا حتي لو كان شجن فراقي.
ثم تمضي... واهن الخطي بطيئا وكأن قدميك تعصيان أوامرك وترفضان أن تتحركا. وتتركني ،
تتركني أشعر بالخواء، كبحيرة جف ماؤها، كغابة قطعت أشجارها وفرت للأبد طيورها.
خواء ﻻ يكفي ضجيج الدنيا كله لتحطيم سكونه و ﻻ مشاغل أمة بأكملها لشغل فراغه.
أقاوم رغبتي في العدو ورائك، أناديك بروحي أن تعود،
ولو لدقيقة واحدة فأتزود منك بنظرة أخري أحتفظ بها ﻷتحمل أيام الفراق القادمة.
تتعلق عيني بأثر خفي رسمته أقدامك علي اﻷرض وﻻ يراه سواي. ولكن قضي اﻷمر واختفيت عن عيني ،
وﻻ أدري هل ستأتيني ثانية أم كانت هذه هي اﻷخيرة؟
أعلم أنك ﻻ تقصد و لكن هكذا أصبح حال قلبي؛ بك سعادته و هناؤه وبك ألمه و شقاؤه.
فلا تتركني وحدي أقاسي البرودة و الظلام، عد إلي قلبي تشع فيه الدفء و الضياء...
عد إلي