بلحظه من اللحظات التي تطرأ في ذهن الإنسان
أن يسترجع بها حياته ويتأمل ماكان يفعله فيها
ويحاول الإعتذار لكل سمه من سمات الحياه
فأعتذر لقلبي
لأني أتعبته كثيرا في لحظات حبي
وجرعته ألما في لحظات حزني
ونزعته من مكانه وبدون تردد لأهبه لغيري
أعتذر لأوراقي
لأني كتبت بها وأحرقتها
ورسمت الطبيعه عليها وبدون ألوان تركتها
وفي لحظة همومي وأحزاني لجأت إليها
وفي لحظة فرحي وراحتي أهملتها
أعتذر للواقع
لأني بكل قسوه رفضته
وأغمضت عيني عنه في كل لحظاتي المره
وشكلته بشبح أسود يتحداني
ونسيت بأنه هو مدرستي التي جعلتني
حكيمه في المواقف الصعبه
أعتذر للأحلام
لأني أطرق أبوابها في كل ساعه
وأجعلها تبحر بي في كل مكان أريده
فهي من حقق كل أمنياتي دون تردد
وهي من أتعبتها معي حينما كبرت وكبرت معي أحلامي
ورغم ذلك كله لاتتذمر
وإنما تقول سمعا وطاعه
أعتذر للأمل
حينما رحلت عنه وبدون إستئذان
ولازمت اليأس في محنتي
ورغم مرارتي وآلامي أقول بأني
أسعد إنسانه
فلقد كانت سعادتي الوهميه
تكويني في صمتي
وتعذبني في ليلي دون إحساس الآخرين بي
فعذرا أيها الامل
أعتذر للسعاده
لأني عشقت الحزن
وحملته شطرا من حياتي
وعشقت البكاء لأني أنفس به عن آلامي
وعشقت قول
الآآآآآآآآآآآآآآه
لأنها تطفئ حرقة أناملي
وعشقت الجراح لأنها أصبحت قطعه
أرقع به ثغور ثيابي
وعشقت الصمت في لحظة الألم
لأنه يحفظ لي كبريائي
فعذرا أيتها السعاده لأني أبعدتك عن
حياتي
أعتذر للبحر
لأني عشقته بجنون
وطعنته في خواطري بالمليون
وأضفت إليه الغدر في هدوئه
ووصفته بأنه جميل وهو في قمة جنونه
فلم تكن تلك الطقوس سوى أحاسيس مختلفه
وكان ضحيته البحر لأني عشقته
أعتذر للقاء
لأني كتبت عن الرحيل والوداع
وجردته من قاموسي الملتاع
ولأني آمنت بالرحيل كثيرا
وبكيت لأجله كثيرا
وتناسيتك أيها اللقاء
فعذرا ... عذرا ... عذرا