بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين, وعلى آله وصحبه والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
اللهم استخدمنا ولا تستبدلنا يا رب العالمين.
أما بعد:كلمات من ذهب على فراش الموت,
أبو بكر الصديق رضي الله عنه:حين وفاته قال: {وَجَاءتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ذَلِكَ مَا كُنتَ مِنْهُ تَحِيدُ} [ق:19]
و قال لعائشة: "انظروا ثوبي هذين، فاغسلوهما وكفنوني فيهما، فإن الحي أولى بالجديد من الميت".
ولما حضرته الوفاة أوصى عمر رضي الله عنه قائلاً: "إني أوصيك بوصية، إن أنت قبلت عني: إن لله عز وجل حقاً بالليل لا يقبله بالنهار، وإن لله حقاً بالنهار لا يقبله بالليل، وإنه لا يقبل النافلة حتى تؤدى الفريضة، وإنما ثقلت موازين من ثقلت موازينه في الآخرة بإتباعهم الحق في الدنيا، وثقلت ذلك عليهم، وحق لميزان يوضع فيه الحق أن يكون ثقيلاً، وإنما خفت موازين من خفت موازينه في الآخرة باتباعهم الباطل، وخفته عليهم في الدنيا وحق لميزان أن يوضع فيه الباطل أن يكون خفيفاً".
عمربن الخطاب رضى الله عنه:جاء عبد الله بن عباس فقال: "يا أمير المؤمنين، أسلمت حين كفر الناس، وجاهدت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حين خذله الناس، وقتلت شهيداً ولم يختلف عليك اثنان، وتوفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو عنك راض" .
فقال له: "أعد مقالتك" فأعاد عليه، فقال: "المغرور من غررتموه، والله لو أن لي ما طلعت عليه الشمس أو غربت لافتديت به من هول المطلع".
و قال عبد الله بن عمر: "كان رأس عمر على فخذي في مرضه الذي مات فيه".
فقال: "ضع رأسي على الأرض".
فقلت: "ما عليك كان على الأرض أو كان على فخذي ؟!"
فقال: "لا أم لك، ضعه على الأرض".
فقال عبد الله: "فوضعته على الأرض".
فقال: "ويلي وويل أمي إن لم يرحمني ربي عز و جل".
عثمان بن عفان رضي الله عنه:قال حين طعنه الغادرون والدماء تسيل على لحيته: "لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين. اللهم إني أستعذيك وأستعينك على جميع أموري وأسألك الصبر على بليتي" .
ولما أستشهد فتشوا خزائنه فوجدوا فيها صندوقاً مقفلاً. ففتحوه فوجدوا فيه ورقة مكتوباً عليها (هذه وصية عثمان)
بسم الله الرحمن الرحيم
عثمان بن عفان يشهد أن لا إله إلا الله و حده لا شريك له وأن محمداً عبده ورسوله وأن الجنة حق. وأن الله يبعث من في القبور ليوم لا ريب فيه إن الله لا يخلف الميعاد. عليها يحيا وعليها يموت وعليها يبعث إن شاء الله .
علي بن أبي طالب رضي الله عنه:بعد أن طعن علي رضي الله عنه
قال: "ما فعل بضاربي؟"
قالوا: "أخذناه"
قال: "أطعموه من طعامي، واسقوه من شرابي، فإن أنا عشت رأيت فيه رأيي، وإن أنا مت فاضربوه ضربة واحدة لا تزيدوه عليها".
ثم أوصى الحسن أن يغسله وقال: "لا تغال في كفن فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول: «لا تغالوا في الكفن فإنه يسلب سلباً سريعاً» [الذهبي].
وأوصى: "امشوا بي بين المشيتين لا تسرعوا بي، ولا تبطئوا، فإن كان خيرًا عجلتموني إليه، وإن كان شراً ألقيتموني عن أكتافكم".
معاذ بن جبل رضي الله عنه:الصحابي الجليل معاذ بن جبل .. حين حضرته الوفاة .. وجاءت ساعة الإحتضار .. نادى ربه ... قائلاً: "يا رب إنني كنت أخافك، وأنا اليوم أرجوك .. اللهم إنك تعلم أنني ما كنت أحب الدنيا لجري الأنهار، ولا لغرس الأشجار .. وإنما لظمأ الهواجر، ومكابدة الساعات، ومزاحمة العلماء بالركب عند حلق العلم". ثم فاضت روحه بعد أن قال: "لا إله إلا الله" . روى الترمذي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «نعم الرجل معاذ بن جبل»
وروى الترمذي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «أرحم أمتي بأمتي أبو بكر ...» إلى أن قال: «... وأعلمهم بالحلال والحرام معاذ بن جبل».
بلال بن رباح رضي الله عنه:حينما أتى بلالاً الموت .. قالت زوجته: "وا حزناه". فكشف الغطاء عن وجهه وهو في سكرات الموت .. وقال: "لا تقولي واحزناه، وقولي وا فرحاه"، ثم قال: "غداً نلقى الأحبة ..محمداً و صحبه".
أبو ذر الغفاري رضي الله عنه:لما حضرت أبا ذر الوفاة .. بكت زوجته .. فقال: "ما يبكيك ؟"
قال : "وكيف لا أبكي وأنت تموت بأرض فلاة وليس معنا ثوب يسعك كفناً".
فقال لها: "لا تبكي وأبشري فقد سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول لنفر أنا منهم: «ليموتن رجل منكم بفلاة من الأرض يشهده عصابة من المؤمنين» [الألباني] وليس من أولئك النفر أحد إلا ومات في قرية وجماعة، وأنا الذي أموت بفلاة، والله ما كذبت ولا كذبت فانظري الطريق"
قالت: "أنى وقد ذهب الحاج و تقطعت الطريق"
فقال انظري فإذا أنا برجال فألحت ثوبي فأسرعوا إلي فقالوا: "ما لك يا أمة الله ؟"
قالت: "امرؤ من المسلمين تكفونه .."
فقالوا: "من هو ؟"
قالت: "أبو ذر"
قالوا : "صاحب رسول الله"
ففدوه بأبائهم و أمهاتهم ودخلوا عليه فبشرهم وذكر لهم الحديث
و قال:" أنشدكم بالله، لا يكفنني أحد كان أمير أو عريفاً أو بريداً"
فكل القوم كانوا نالوا من ذلك شيئاً غير فتى من الأنصار فكفنه في ثوبين لذلك الفتى وصلى عليه عبد الله بن مسعود فكان في ذلك القوم رضي الله عنهم أجمعين.
وللموضوع بقية إن شاء الله