حفـــــظ الســـــر ..
اشتهـــر قــديماً أنّ :
كــــل سرٍ جــاوز الاثنين .. شـــاع ..!!
ومن اللّطـــائف أن أحـــدهم سُــئل : من الاثنين ..؟؟
فـــأشـــار إلى شفـــتيه .. وقال: هــــذان ..
كل شخص تحدثه بسرك فيضرب على صدره ويقول :
والله !! لو وضعوا الشمس بيميني والقمر في شمالي .. او السيف على رقبتي .. على ان اخبر بسرّك مــــــــــا أخــــبرت !!!
ثم إذا اطمأنت ووثقت .. وكشفت له أســرارك .. تصبّر شهرين أو ثلاثة ..
ثمّ حدّث به .. فلا يـــزال سرك يُتنـــاقل حتى يصـــلك ..
وأنت المُخطــئ من ابتــــداءً .. ســـرك لا ينبغي أن يُجــــاوز شفتيكَ..
لا تُـــــكـــلّف النّــــــاس مــــــــالا يُطــــيقون ..!!
"إذا ضــــــاق صــــدر المرء عن ســــرِّ نفســـهِ
فصــــدر الّذي يستـــــودع الســــر أضيـــق "
جرّبت كـــثيراً من النّـــاس .. فـــوجدتهم كــذلك .. والمشكلة أنك تأتيهم على سبيل الاستشارة
فيُشـــيرون عليك .. ثمّ يفضحـــون ســـرك .. فيسقطـــون من عينك .. ويُصـــبحون من أبغــضِ النّـــاس إليك..
وقـــالت السيّدة عائشة رضى الله عنها : أقبلت فاطمة تمشي .. كـــأن مشيتها مشية النبي صلى الله عليه وسلّم...
فقـــال لها النبي صلى الله عليه وسلم "مــــرحــــباً يابنتي "
ثم أجلســـها عن يمينه-أو شماله..
ثمّ أســـرّ إليـــها حديثاً فبكت ..!!
فقلت لها لمَ تبكــــين ..؟؟
ثم أســــرّ إليها حـــديثاً فضحكت ..!!
فقلت لها : لمَ تضحكـــين..؟؟
فقلت: مـــارأيتُ كـــاليوم .. فـــرحاً أقربُ من حـــزن ..!!
فسألتُ فـــاطمة عمّـــا قال لها النبيّ صلى الله عليه وسلم..؟؟
فقــــــــــــــالت: مـــــــاكنت لأُفشي سر رســــول الله ..
حتى قُبض النبي صلى الله عليه وسلم ..
فسألتها ..؟؟
قالت : أســــرّ لي أن جبريل كان يُعارضني القرآن في كل سنة مرة وأنه عارضني العام مرتين ..
ولا أراه الا حضر أجلي ... وأنّك أول أهلي لاحاقاً بي ..فكيت..
فقال أما ترضين ان تكوني سيدة نساء أهل الجنة .. أو نساء المؤمنين.. فضحكت لذلك.
فــــأنت بنقدار حفظك للسر يثق فيك الناس ويفتحـــون لك قلوبهم ..
ويرتفع قدرك عندهم .. ويشعرون أنك أهل للثقة والأمانة ..
قــــــــالوا :
مــــن عرف ســـرّكَ .. أســـركَ ..!!
فعـــوّد نفسك أن تُمســك أســـرارك لنفســك.. وتحفظ أســـرار الآخـــرين ..