إن موضوعنا اليوم موضوع لطالما وددت أن أطرحه عليكم , إنه موضوع يمس كل مسلم .
غنيّه وفقيره , قويه وضعيفه , صحيحه ومريضه , تقيه وعاصيه .
موضوع يمس قلبك بل ويتجاوز قلبك ويصل إلي سويداء قلبك .
موضوع بمجرد ذكره يفيض الدمع من العيون , ويخشع القلب وتتأرق الجفون .
موضوعي بعنوان
:
:
:
" يا نفس كُفِّي عن العصيان "
والله ثم والله لو ذكرت تلك الجملة بمفردها في الموضوع لكفته . ولكن في الزيادة إفادة .
في ذلك الموضوع لا أخاطبك أنت ولا أنتي أختي الفاضلة , ولكن أخاطب نفسك ونفسكِ .
خطابي موجه في المرتبة الأولى لقلبك ثم عقلك , أخاطب فيه قلبك وتلك الأمارة بالسوء والفحشاء أخاطب فيه " النّفس " .
ولا تعجل عليّ ولا تسرع في الرد والقراءة وتمهل وأعرض كل كلمة على نفسك لا أود أن أطيل هيا أعطني نفسك .
أيتها النفس التي غلقت الأبواب , وأوصدت النوافذ وأرخت الستائر وتأكدت من أنه لا عين تراها .
وتجرأت وعصت الإله وانتهكت حرماته وبارزت ربها بالمعصية .
حاربته وجها لوجه . وتلذذت بعصيانه , ولم تخاف عقابه . ولم تدري أنه مطّلع عليها .فحاربته بالشهوات وغرقت في بحور المعاصي .
ولم تكترث لغضبه ولا لنظره لها . وكان كل همها أن تخفي الذنب عن الخلق غير مهتمة بخالق الخلق .
أيتها النفس بماذا شعرت بعد أن انتهيتي من المعصية , وماذا تشعري ماذا ينتابك ؟ .
هل ينتابك الشعور بالفرح والفخر والزهو لأنك عصيت الإله ؟
أم ينتابك نشوة المعصية ولذة الشهوة ؟
بماذا كنت تشعرين حينما كنت تطلعين على ما حرمه الله , وجهاز الريموت بيدك والكمبيوتر أمام عينيك .
أما فكرت يوماً ولو للحظة أنك ممكن أن تموتين وأنت تعصيه ؟
يا نفس أما آن لكِ أن تقلعي عن معصية الله في السر , ومراقبة الخلق .
خافي يا نفس من عقاب الله وعذابه .
وأنت أيتها النفس التي ذهبت هنا وهنالك لكي تجمع المال من أي طريق حلال كان أم حرام , ولكنه في الغالب يقع في نصاب الحرام .
يا من قبلت الرشوة وقبلت التعامل بالربا ورضيت أن تأكلي في بطنك ناراً.
وغضبت واعترضت على رزق الله لك . ومددت يدك للحرام مع انك لو صبرتِ لأتاك بالحلال .ولكنك كنت
تبرري لنفسك المعصية والكبيرة .
بقولك " هو أنا لوحدي " , " الناس كلها كده "
بررتيها لنفسك وخدعك شيطانك . ورضيتي أن تطعمي أولادك من الحرام أما خفت يوما أن تموتي وأنت
ترتشي أو ترابي أما كان عذاب الله وعقابه و وعيده لآكل الربا والسارق أن يردعك ويكون واعظ خير فيك .
أأنت تستطيع أن تحارب الله ورسوله صلى الله عليه وسلم ؟
أما تعلم أنك ستسأل عن مالك من أين جمعته وفيما أنفقته ؟
فماذا تقول لربك جمعته من حرام وأنفقتهِ في حرام ؟
ما تصورك لنظر الله لك آن ذاك .
أما آن لك أن تنفض يدك من هذا العفن الزائل وهذا المتاع المحرم الفاني .
وأن ترضى بما قسمه الله لك .
وأنت أيتها النفس التي نزلت إلي الشارة كاسية عارية ساقطة مائلة مميلة ,
متبرجة متعطرة بعطِر الزنا .
يا من تجردت من كل عرق من عروق الحياء ومن كل أصل من أصول السترة والعفة .
يا من تفرحي بكلام الشباب الساقط التافه الذي يلقيك بقذائف من الكلام القبيح .
هل هذا الشكل والمظهر الذي إن أطّلع الله عليكِ يفرح ويفخر بك , أرضيت أن يقع عليكِ قول النبي
" كاسيات عاريات "
هل هذه أنت , يا ابنة الإسلام .
يا بنت عائشة وخديجة والزهراء .
هل أنت بشكلك هذا تستحقين مرافقة هؤلاء الكبار الأعلام .
أم ترافقين من بكلامك ومكياجك ولبسك تقتدين بهم يا من ارتضت أن يطّلع عليها الناس وهي تكاد تكون عارية .
أين حياؤك من الله أو من رسول الله أو من أبيك أو من نفسك يا أختاه .
يا من إلي فوق السيقان تشمرين بربك أي نهر تعبرين .
متى يا أختاه سترتدين ثوب العفة .
متى
الأجل قريب وغير معلوم لنا .
متى يا ابنة الإسلام